السبت، 23 أبريل 2011

كيف نجحت "أم ماجد" في لقاء الرئيس المخلوع؟!


يظهرون فقط في المناسبات السياسية أو الانتخابية بالتحديد، فهم شخصيات ربما يمكن وصفها بالكرتونية، حيث تعتمد حركتها على أسلاك قادمة من "فوق" تحركهم يمينا ويساراً، للأمام أو للخلف.
لم يكن يصدقهم أحد، فالجميع اعتاد رؤيتهم وسماع قصصهم المضحكة والمفقوسة بشكل فج، وكل الهدف هو خبر في الصحيفة القومية أو فيديو في نشرة الأخبار الحكومية.
إنهم شعب الرئيس المختار، وأما الاختيار فهو من اختصاص أمن الدولة "المنحل"، وأما الرئيس فهو حسني مبارك.
فطوال 30 عاما، أي ثلاثة عقود متتالية، ستجد المشهد نفسه مكررا، الرئيس يجلس مع أحد الفلاحين لتناول كوب من الشاي معه، والابتسامة تملأ وجهه، بينما "الافيه" يعاني من فرط زيادة الوزن!
ستجد المشهد نفسه مكررا، الرئيس يجلس مع أحد الفلاحين لتناول كوب من الشاي معه، والابتسامة تملأ وجهه، بينما "الافيه" يعاني من فرط زيادة الوزن
لم تكن الزيارات أو الصور التي يلتقطها مبارك مع من يقومون بدور أبناء الشعب تقنع أصغر عقل مصري، فالجميع يعلم أن ما يشاهده ما هو إلا مشهد سينمائي مكرر فشل مخرجه أو مؤلفه في ابتداع أي شئ يزيد ولو بقدر يسير من مصداقية تلك المشاهد لدى الناس.
وبشكل عام، لم تعد مثل تلك الصور تحتاج إلى من يكشف حقيقتها، فالجميع يعلم أنها لا تعدو مجرد خدعة سياسية أمنية خايبة.
ولكن الجديد في الأمر، والذي يعد غريبا بعض الشئ في زمن الثورة وخلع مبارك، هو ما نشره موقع صحيفة الأهرام الالكتروني عن قيام سيدة بدوية بدخول مستشفى شرم الشيخ الدولي بدعوى زيارة الرئيس المخلوع والاطمئنان على صحته!
فقراءة عنوان من نوعية "5‏ دقائق مع الرئيس السابق بشرم الشيخ : أم ماجد بدوية تقابل مبارك بغرفة العناية المركزة" في صحيفة الأهرام قبل 25 يناير يعد أمرا عاديا لا يثير إلا بعض حرقان الدم، أما وأن يكون هذا العنوان بعد سقوط مبارك، فهو بالتأكيد غير عادي!
شعرت أم ماجد ببعض التعب فذههبت لمستشفى "شرم الشيخ الدولي"، وبعض ما خلصت كشف، قالت تعدي على الرئيس تطمن عليه
واذا نجحت في تخطي مرحلة العنوان دون الشعور بأي تقلبات مزاجية حادة، فالبتأكيد ستتوقف عند جمل معينة في الخبر ربما ستسبب لك بعض الاندهاش المدهش، فهاهي جملة تقول "ولعبت المصادفة دورها في وجودها بالمستشفي فراودتها فكرة مقابلته وصعدت إلي الدور الثالث الذي يرقد فيه مبارك داخل غرفة العناية المركزة"، فأم ماجد تواجدت في مستشفى شرم الشيخ الدولي بـ"الصدفة" فقررت أن تمر على الرئيس الموجود بنفس المستشفى للاطمئنان عليه!
أما اذا لم تنجح تلك الجملة أيضا في اثارة جهازك العصبي، فربما تفعل هذه الجملة "بعد صعودها فوجئت بحراسة مشددة علي الغرفة لكنها أصرت علي المقابلة وأبلغت الحراسة أنها تريد أن تطمئن علي صحة الرئيس السابق"!
هكذا بكل بساطة، شعرت أم ماجد ببعض التعب فذههبت لمستشفى "شرم الشيخ الدولي"، وبعض ما خلصت كشف، قالت تعدي على الرئيس تطمن عليه!
وتعيد قصة أم ماجد إلى الأذهان صورة الرئيس المخلوع الشهيرة والتي يشرب فيها شاي مع فلاح في المنيا في انتخابات الرئاسة 2005، وهي الصورة التي كشف حقيقتها مصور الرئيس المخلوع الخاص محمد عبد الفتاح.
ليطلق مبارك الإفيه القاتل "عبارات من اللي بيغرقوا
يقول عبد الفتاح إن الزيارات التي كان يقوم بها الرئيس السابق في القرى والنجوع وصعيد مصر كلها مرتبة ومعدة مسبقًا إعدادًا سينمائيًا.
ويضيف المصور الخاص لمبارك في لقاء مع قناة الحياة بالقول "إن هذه "كانت تمثيلية حقيقية، حيث كان الفلاح الحقيقي رجل خدم في جهاز الشرطة، وأثناء حواره قال الرجل: يا سيادة الرئيس أنا نفسي أطلع أحج منذ خمسين عامًا وأنا أعمل في الشرطة، ولم أستطيع السفر للحج أو العمرة، فضحك الرئيس، وقال له: أنت كده بوظت كل حاجة وتم إعادة الحوار من الأول كي لا يكشف عن أنه في جهاز الشرطة وأنه فلاح بسيط".
أما الفيديو الأكثر شهرة، فهو أيضا في الصعيد، سوهاج بالتحديد، وأيضا بحضور "كباية شاي" ويبدو فيه الرئيس وكأنه في حوار ودي مع "المواطن السوهاجي" الذي يحكي له كيف يصل لعمله ، وأخبره أن يركب عبارة ليعبر إلى الضفة المقابلة من النيل، ليطلق مبارك الإفيه القاتل "عبارات من اللي بيغرقوا؟"

المقال نقلا عن موقع موجز 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق