الاثنين، 8 يوليو 2013

هكذا شاهدت الصورة


الثورة قامت على نظام .. النظام كان من الذكاء انه يعتبر مبارك كارت محروق واعد العدة لمثل هذا .. ولانه كان يعلم مسبقا ان الغضب ينصب على مبارك ورجاله (وهم جزء من النظام ككل) فوجد انه من الضروري ان يذهب مبارك كي يذهب معه غضب الجماهير وسلم الحكم مباشرة لمجلس عسكري (جزء من النظام) الذي ترك افراد وحاشية مبارك ينظفون ما يمكن ان يدين النظام الاكبر مع سعي المجلس للظهور بشك البديل لنظم مبارك ولكنه فشل في جمع الناس حوله لارتباطه باسم مبارك خاصة بعد اصطدامه بالشارع في اكثر من مناسبة .. وبالتالي اصبح من المحتم عليه ان ينسحب من المشهد بشكل واضح ولكن بدون زوال النظام القائم .. فبدأ في الدعوة لانتخابات رئاسية واضعا بعض رجالاته كي يتم اختيار احدهم كرئيس للدولة يحقق الامان المفقود ويحل الازمات الموجودة ..

كانت الخطة ان ينزل معترك الرئاسة اكثر من وجه بعضهم مفضوح بتبعيته للنظام (عمر سليمان) والاخر مقبول لدى شريحة كبيرة (شفيق) وكان الهدف من الاول ان يتم ازاحته مع المرشحين الاوفر حظا وقتها (الشاطر وابو اسماعيل) ليخفف من الغضب العام باعتبار استبعاده سيكون محل الاستغراب اكثر وكان لهم ما ارادوا..


واصبح الامر الان ان القوى الثورية هي الاكثر ايجابية في التوجه الى الصناديق ولكن ظل الرهان على اختلافهم وبالتالي تتفتت اصواتهم بين المرشحين البعيدين عن سيطرة هذا النظام الكبير مما يرجح كفة مرشحهم البديل المقبول شعبيا ومؤسسيا ويستتب الامر له مع العمل على زيادة حجم الازمات الامنية والاقتصادية التي سيأتي حلها بمجرد وصول مرشحهم لكرسيه الذي بالاتحادية.

وجد النظام الاكبر نفسه في موقف جديد حيث جولة اعادة بين من يراهن عليه (شفيق) ومرشح الاخوان (مرسي) ولكنه اعتبر الامر محسوما لصالح مرشحه حيث ان القوى الثورية قد اصبحت غاضبة على الاخوان وبالتالي مرشحهم نتيجة ممارسات الجماعة في تلك الفترة من خلال البرلمان وتركها للثوار في الميدان يتم قتلهم وسحلهم في اكثر من مناسبة دون تدخل او دعم وعليه اعتبر ان اصوات اغلب الشعب او ما يطلق عليه (حزب الكنبة) سيذهب لصالح مرشحهم خاصة في ظل بغض وكراهية البعض للاخوان وكذلك اصوات بعض القوى الثورية التي وجدت تقاربا في الايديولوجية مع (شفيق) ضد ما اسمته بالدولة الدينية التي يبناها الاخوان فضلا عن امتناع قطاع كبير منهم في التصويت في المرحلة الثانية ما يصب في صالح مرشح النظام..

المفاجأة كانت في تقارب الاصوات بين المرشحين نتيجة تكاتف بعض القوى الثورية وقتها في دعم اي مرشح يواجه مرشح النظام بل انه تعدى عدد المصوتين لمرشحهم مما اربك حساباته وهو ما يفسر تأخر اعلان النتيجة وقتها.


لم يجد النظام الاكبر بدا من الجلوس لمفاوضة ومساومة الطرف الذي فاجأهم بحيث يجعلوه يسير في الخط المرسوم لذلك النظام الذي يحكم مصر بشكل اخطبوطي وبالتالي يتم عقد صفقة (يقبلها الاخوان كعادتهم) بحيث يتم تسليمهم الحكم في مقابل تنفيذ ما يقال لهم للحفاظ على النظام بسياساته ومؤسساته ووافق الاخوان.


بمجرد جلوس الاخوان على الكرسي ظنوا انهم ملكوا الامر ويمكن لهم الان تمكين الجماعة من الدولة واقصاء معارضيهم بل واقصاء ذلك النظام الاكبر كذلك.


قام الاخوان بعمل عدة امور من منطلق ما سبق فصموا اذانهم واعينهم عن القوى الثورية التي اعتبروا انها كانت مجرد سلم لوصولهم للسلطة وذهبوا لاقصاء بعض مراكز القوى في النظام الاكبر (طنطاوي وعنان وغيرهما) مصدرين اعلان دستوري استفز الشارع اكثر من استعداءه لذلك النظام الاكبر ما جعل الاخير وهو المسيطر على مؤسسات الدولة الامنية والاقتصادية في توريطه في ازمات تلو الاخرى افقدته تعاطف الجميع حتى بات رحيله مطلبا شعبيا وثوريا فضلا ان وقف الاخوان كان غريبا في استعداءه لكل الاطراف واستئثاره بالامر دون ان يظن انه في احتياج لباقي القوى الاخرى بل وانهم ظلوا يظهرون انفسهم وكأنهم المتحكمون في مقاليد الامر وان المؤسسات تحت قيادتهم على عكس الحقيقة..


قامت حركة تمرد التي نبعت من رحم الثورة نتيجة ذلك المشهد المعتم من جماعة لا تريد المشاركة بل اصرت على المغالبة مع زيادة الازمات الامنية والاقتصادية التي لم يعترفوا بها او حتى لم يكاشفوا بعدم سيطرتهم على المؤسسات اساس الازمات ما افقدهم دعم الشارع ايضا الذي رآهم سبب المشاكل تلك وان رحيلهم اصبح حتميا وبدأ الناس في التمرد رويدا رويدا بمباركة ودعم من اعلام بعضه بدافع وطني والبعض بدافع البغض وبعض اخر من خلال خطة الاسقاط الموضوعة من ذلك النظام الاكبر.

وكان ما كان في 30 يونيو مع تحرك سريع للقوات المسلحة لاسقاط (مرسي) الذي ظل مكابرا عن رؤية الازمة حتى اخر لحظة بل ان النظام هذا كان من الغباء بحيث حُلت جميع الازمات بمجرد الخروج على (مرسي) في الشوارع بشكل يثبت ما سب من ان الازمات مفتعلة.

هذه المرة نجح النظام الاكبر في ان تأتيه الفرصة للعودة للساحة تحت تأييد شعبي بل وثوري ايضا حيث ظهر وكأنه الحامي من توغل الاخوان الذي بدا للجميع.


لم يستتب الامر لذلك النظام لفرض نفسه كنظام حاكم بعد ربما لان بعض القوى الثورية لا تزال عند موقفها من نظام مبارك ومن تدخل الجيش في الحياة السياسية .. كذلك فان قيادة بعض التيارات الثورية للشارع ربما يفسد مخططهم.

حتى ان دخول (البرادعي) للمعادلة ربما بطلب منهم كان للايحاء بان الثورة هي المسيطرة ولكن فضحهم ابداء موافقتهم لاي اعتراض على شخص (البرادعي) لتولي رئاسة الوزراء او لتولي اي منصب في تلك الفترة الانتقالية ربما لانه غير قابل للخضوع لرغباتهم ولن يرضى بان يكون مجرد صورة في الواجهة لنظام يحركه.

ما سبق هو رؤية وظن يصل إلى اليقين لدي

وارى ان الرهان الان على ان تستمر القوى الثورية في التواجد على الساحة لقيادة الشارع دون ان تعطي الضوء الاخضر للمجلس العسكري لقيادة تلك المرحلة ولكي تكتمل الثورة على هذا النظام الاكبر الذي لن تكفيه اكثر من ثورة حتى يزول بفساده المستشري في المؤسسات المختلفة.
بل ان ذلك النظام يحاول الان تصدير الاخوان للمشهد بشكل يجعله يمتص كل مظاهر الغضب لدى الشارع ويستغل الامر لرسم صورة جديدة للمؤسسات الامنية بشكل ملائكي دون تطهير فعلي لها.

الجمعة، 3 يونيو 2011

الوافدون الجدد الى الجنة

زقزقة عصافير وصوت اوراق الشجر وهي تتحرك من نسيم جميل يهب عليها .. تحت احدى الشجيرات جلس مجموعة من الشهداء عند البوابة التي يدخل منها الوافدون من مصر الى الجنة رغبة منهم في معرفة احول مصر بعد استشهادهم في الثورة التي قامت من اجل حريتها ..


كان يجلس كريم بنونه ومصطفى الصاوي واحمد بسيوني يمسك كل منهم عنقودا من العنب يلتقط ثمراته ليضعها في فمه حين سمعوا صوت الباب يفتح مع صوت يقول وافد جديد من مصر


ترك كل منهم ما في يده واسرعوا تجاه الباب يستقبلون ذلك الوافد عسى ان يطمئنوا منه على احوال مصر ويشمون من خلاله رائحتها التي اشتاقوا اليها بعد ان عطرت الجنة انوفهم بروائحها الزكية


كان احمد البسيوني اول الواصلين اليه حيث احتضنه ورحب به قائلا: كيف حالك يا اخي وكيف حال مصر


بنونه: بالطبع بخير يا بسيوني فالناس هناك بكل تأكيد سعيدون ببلدهم الحر


الصاوي: طبعا حر .. اليسوا الان مرحومون من نظام فاسد كان يحكمهم بالحديد والنار؟؟


بسيوني: نعم يا صاوي الحمد لله ان قامت في مصر ثورة تصحح الاوضاع التي اعادت الحق لاصحابه


الصاوي: فعلا يا بسيوني فانا الان مطمئن على الاطفال الذين كنت اقوم بتحفيظهم القرآن سيعيشون في مجتمع امن ومستقبلهم سيكون افضل من الذين سبقوهم


صاح بنونة على احد الاشخاص الواقفين بعيدا: يا خالد يا خالد تعال هنا فهناك وافد جديد من مصر


خالد سعيد جاء مهرولا محتضنا الوافد الجديد قائلا: كيف حالك يا اخي؟ .. لعلك تعيسا هكذا بعد ان رحلت عن مصر وهي حرة وكنت تتمنى ان تعيش فيها فترة اطول حتى تنعم بتلك الحرية


بنونة: بالطبع يا خالد وبالتأكيد يعيشون سعداء الان بعد ان تخلصوا من العناصر الفاسدة .. اليس كذلك يا اخي؟؟


ظل الوافد صامتا لا يرد ناظرا الى وجوههم


خالد سعيد: بالتأكيد تم اعدام قتلتي واصبحوا عبرة لمن يفكر في التعدي على احد


الصاوي: نعم نعم اكيد يا خالد وضباط الشرطة الذين بكل تأكيد قد اخذوا عقوباتهم الرادعة على ما اقترفوه في حق المتظاهرين


بسيوني: لا شك في ذلك يا اخوتي وبالتأكيد يا اخي قد عادت اموالنا من الخارج ويتمتع الان الناس في مصر بما يليق بهم من اجور وصحة وتعليم


بنونه: هاهاهاهاها اتخيل مبارك وهو قابع في السجن الان يندم على ظلمه لهذا الشعب .. ام انهم اعدموه؟؟ 


خالد سعيد: لا يا بنونه لم يعدموه بالطبع فانا اسال الملائكة عن موته فيجبونني بالنفي


الصاوي: هل انتخبتم الرئيس بعد؟ ام انكم انشغلتم في اعادة بناء البلد؟


بنونه: اظنهم قاموا بتشغيل الشباب العاطل في مشاريع تنموية كثيرة للاستفادة من طاقاتهم


بسيوني: اكيد طبعا .. ولعل المصريون بالخارج عادوا من اجل الاستفادة من النمو الاقتصادي لمصر


خالد: الأهم الحمد لله ان الشرطة انصلح حالها الحمد لله وعلمت ان المواطن خط احمر لا يمكن التجاوز معه


الصاوي: كلما تذكرت ما فعلوه بنا اتخيلهم وهم واقفون في المحكمة نادمون عى فعلهم معنا


بنونة: هذا امر مفروغ منه يا صاوي المهم ان من يأتي بعد ذلك تعلم الدرس ولن يعامل مصري الا بكل احترام


خالد: وانا كلما تخيلت ناهبي ثروات هذا البلد وهم بلا قرش وملقون في السجون اشعر براحة كبيرة


بسيوني: هذا غير الاعلام الذي اصبح محترما لا يدلس ولا ينافق ولا يثير فتنه .. هذا هو الاعلام الحقيقي


الصاوي: يا لها من حياه تلك التي في مصر الان والمصري لا يهان ولا يعتدى عليه في الشارع او في اقسام الشرطة .. اليس كذلك يا اخي؟؟؟


نظر الوافد الجديد الي وجوههم بحزن ثم نزلت دمعتين على خديه ثم تركهم وانصرف وهم ينظرون .. فاذا هم يقرأون على ظهره مكتوب على ملابسه ضحية جديدة من ضحايا التعذيب في أقسام الشرطة

الخميس، 26 مايو 2011

انا نازل وانا مش عايز مجلس رئاسي او تأجيل

الجمعة 27 مايو جمعة من الجمع الكثيرة التي تلت 25 يناير ولكن اصبح لها خصوصية اكثر من مثيلاتها من الجمع خاصة في الاختلاف بين الجميع على مبررات النزول التي تباينت


ما تسبب في هذا الشقاق الوطني هو مطالبة البعض بمجلس رئاسي وتأجيل للانتخابات حتى يتم وضع دستور جديد قبل الانتخابات وهو ما يرفضه الكثير وانا منهم وهي مطالب غير توافقية لا تعبر عن اراء الكثير ممن تواجدوا في الميدان والذين غالبا نزلوا لبعض الطلبات الاخرى التي تتلخص في البيان التالي

وهذه المطالب هي ما انتوي انا والكثير النزول لاجله وهي مطالب يتفق عليها الكل بلا شك وان كنت لا انكر على من يطالب بغيرها لان ذلك هو حقه

الذي يخيفني ان اجد يوم السبت مانشيتات الصحف تتكلم عن ان جموع المتظاهرين في الميدان تنادي بمجلس رئاسي وتأجيل لانتخابات ووقتها سأشعر بطعنة وغدر لانني لم انزل لذلك وهو ما اتمنى ان لا يحدث ..

وما الحل اذا؟؟

الحل في رأيي ان ينزل المعترضين على المجلس الرئاسي والتاجيل للانتخابات حتى يكون صوتهم هو الاعلى غدا ولا يسمحوا لغيرهم بفرض ارادته في حين يستطيعون ان يكونوا الاغلبية خلال اليوم.

في النهاية اتمنى من الله ان يحفظ مصر واهلها وان ينتهي اليوم غدا على خير ما يرام ولا يحدث شئ من شأنه ان يوقع جرحى او قتلى او حتى معتقلين .. والله الموفق

مش حاسس بفرق .. عن البيان 58 اتحدث

صدر منذ قليل بيان الجيش رقم 58

وصراحة لا اجد فرقا بينه وبين ما اذاعه التلفزيون المصري ليلة موقعة الجمل حين اعلن عن ورود معلومات باتجاه عناصر من شأنها مهاجمة المتظاهرين وهو ما حدث بالفعل خلال ساعات من التحذير وكأنه يعطي اشارة البدء



ولو افترضنا حسن النية وان الجيش لا يعلم بشأن اي هجوم او تحرش محتمل فهو بهذا البيان يدعو من لديه النية لمهاجمة المتظاهرين باخبارهم بانه لا يقف حائلا بينه وبين ما يريد .. 

على المتظاهرين خلال المليونية اقامة لجان وشرطة شعبية لتأمين الميدان من مسافات بعيدة حتى لا يحدث مالا يحمد عقباه .. وربنا يستر


واتاريه كان عارف

الاخبار تلك الجريدة الرسمية التي تاهت عن مصر سنوات طويلة على يد اكبر المنافقين والتي كانت تسبح بحمد مبارك ونظامه ليل نهار .. ها هي تنشر ادلة الادانة لذلك المخلوع ويا لها من مفارقات قدرية .. وها هي تثبت ان مبارك كان على علم بما يحدث لحظة بلحظة لا كما كان يشاع من عدم علمه بشئ وانه تم قرطسته في تلك الثورة .. واليكم الخبر الذي نشرته الاخبار



شهادة رئيس المخابرات السابق أدانته بقتل المتظاهرين
وشهادة محافظ جنوب سيناء ادانته بالرشوة
عمر سليمان‮: ‬مبارك گان يعلم بگل رصاصة أطلقت وكل شهيد وطفل سقط ولم يعترض
ممدوح الزهيري‮: ‬الرئيس السابق أمرني بمنح ملايين الأمتار لحسين سالم في مقابل قصر و‮٤ ‬فيللات
مصادر قضائية‮: ‬تعدد جرائم مبارك گان‮  ‬السبب في احالته للمحگمة منفردا بعيدا عن العادلي وسامح فهمي

اتهامات مبارك تنوعت من القتل للرشوة الي التربح‮.. ‬وعلاء وجمال متهمان بالرشوة فقط

علمت‮ »‬الأخبار‮« ‬أن أدلة ادانة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال وصديقه حسين سالم تضمنت العديد من المفاجآت الصارخة‮.. ‬ومبارك‮  ‬متهم بالاشتراك في قتل الثوار والرشوة والاضرار العمدي بالمال العام،‮ ‬وحسين سالم متهم بتقديم الرشاوي والتربح بينما علاء وجمال متهمين فقط بالحصول علي منافع ورشاوي من حسين سالم مقابل استغلاله لنفوذ والدهم‮.‬
عمر سليمان
وتضمنت الادلة شهادة اللواء عمر‮ ‬سليمان نائب رئيس الجمهورية ورئيس‮  ‬المخابرات السابق والتي اكدت تورط الرئيس السابق في جريمة قتل الثوار وادانته بالجريمة‮.. ‬حيث اكد سليمان ان مبارك كلف القوات المسلحة والمخابرات العامة بمتابعة المظاهرات وموقف المتظاهرين وانه كان يتلقي التقارير كل ساعة من حبيب العادلي وزير الداخلية الاسبق وينقلها فورا الي الرئيس السابق‮.. ‬وكانت التقارير تتضمن كل عمليات اطلاق الرصاص الحي والمطاطي علي المتظاهرين في محاولة لافشال الثورة والتمكين لاستمرار مبارك في الحكم ولم يعترض الرئيس السابق مطلقا علي اطلاق الرصاص الحي‮..‬
واكد سليمان ان مبارك كان لديه علم كامل بكل رصاصة اطلقت علي المتظاهرين وباعداد كل من سقط سواء شهيدا أو جريحا وحتي الشهداء الاطفال وبكل التحركات العنيفة للداخلية في التصدي للمتظاهرين ودهسهم بالسيارات ومحاولات تفريقهم بالقوة ولم يأمر مبارك علي الاطلاق برفض هذه الممارسات العنيفة أو اطلاق الرصاص الحي،‮ ‬بما يؤكد موافقته الكاملة‮  ‬علي هذه الاجراءات واشتراكه فيها‮.‬
ممدوح الزهيري
وتضمنت الادلة شهادة اللواء‮ ‬ممدوح الزهيري محافظ جنوب سيناء الاسبق عام ‮٧٩٩١ ‬والتي كشفت العلاقة المشبوهة بين مبارك وصديقه رجل الاعمال الهارب حسين سالم‮.. ‬حيث شهد الزهيري‮  ‬بأنه في احد المرات كان في استقبال حسني مبارك بالمطار وكان معه حسين سالم ورغم ان البروتوكول ينص علي ان‮  ‬يجلس كمحافظ بجوار مبارك الا ان الرئيس السابق طلب مني ان أجلس بعيدا في المواجهة،‮ ‬بينما طلب من حسين سالم ان يجلس بجواره‮.. ‬وقال المحافظ الاسبق ان حسين سالم اصطحب حسني مبارك بعد ذلك الي‮  ‬شاطيء البحر بشرم الشيخ حيث شاهدا معا قطعة الارض التي منحها حسين سالم لمبارك بعد ذلك ووافق عليها‮  ‬مبارك‮.. ‬وباعها له حسين سالم بسعر صوري علي عقد صوري بمبلغ‮ ٠٠٥ ‬ألف جنيه وبني له عليها قصر و‮٤ ‬فيللات تتجاوز اسعارها ‮٠٥ ‬مليون جنيه‮.‬
واضاف الزهيري انه اثناء عمله كمحافظ كان دائم الاختلاف مع حسين سالم وفي كل مرة كان يختلف فيها كان يفاجأ بالرئيس السابق مبارك يتصل به ويأمره بالاستجابة‮  ‬لكل طلبات‮  ‬حسين سالم في الحصول علي ملايين الامتار بشرم الشيخ في أكثر من المواقع تميزا وبأسعار بخسة،‮ ‬بما يؤكد ان مبارك حصل علي الأرض والقصر والفيللات الاربع في مقابل منح الأراضي لحسين سالم‮.‬
الغاز والقتل
وكشف مصدر قضائي ل‮ ‬‮»‬الاخبار‮« ‬انه بشأن ما يتردد من تساؤلات عن اسباب عدم صدور قرار بإحالة‮  ‬مبارك للمحاكمة بتهمة قتل الثوار في نفس القضية المتهم فيها حبيب العادلي وزير الداخلية السابق ومساعديه الستة‮.. ‬كشف ان النيابة اسندت الي الرئيس السابق عدة اتهامات بارتكاب ‮٥ ‬جرائم مختلفة من بينها الاشتراك في قتل المتظاهرين وجرائم اهدار المال العام واستغلال النفوذ لدي السلطات العامة والاضرار العمدي بالمال العام والتربح في موضوعات تصدير الغاز‮  ‬لاسرائيل ومنح الاراضي لحسين سالم وبالتالي فقد وجدت النيابة العامة ان احالة مبارك الي محكمة واحدة لنظر كل الاتهامات المسندة اليه يتفق مع صحيح وحكم القانون‮.‬
اما بالنسبة لمسألة ضم الوقائع المنسوب لمبارك ارتكابها بالاشتراك مع آخرين سبق احالتهم للمحاكمات في قضايا سابقة ومنها الاشتراك في قتل الثوار مع حبيب العادلي ومساعديه‮  ‬الستة،‮ ‬والاشتراك في تصدير الغاز لاسرائيل مع سامح فهمي ومسئولي البترول فهو أمر يخضع لتقرير المحكمة الجنائية التي سيتم نظرا القضية امامها والتي تنظر القضايا السابقة،‮ ‬حيث يجوز لكل محكمة ان‮  ‬تفصل في الواقعة المعروضة امامها خاصة وانه سيكون أمامها صورة‮  ‬كاملة من التحقيقات في باقي القضايا التي سبق احالتها للمحاكم،‮ ‬كما ان للمحكمة ان تطلب ضم صورة من‮ ‬التحقيقات في القضايا الاخري‮.

الأحد، 22 مايو 2011

جيشها عاميها

لا ادري لماذا تذكرت حين شرعت في الكتابة ذلك المقطع الجميل لشاب يدعى محمد النوبي تخرج استثنائيا من الشرطة ليسد الفراغ الامني الذي صنعه سابقوه من ضباط الشرطة حيث وقف يهتف بشئ اقرب للشعر بشكل حماسي يريد من خلاله ان يخبرنا ان الشرطة تغيرت .. 


تذكرت جملة من ما اسماه شعرا يقول فيها مادحا الجيش .. جيشها عاميها

ربما كانت تلك الجملة هي اصدق ما سمعت من الشرطة خلال الفترة الاخيرة واقصد بالفترة الاخيرة 60 عاما تقريبا

المهم ان هذا ليس موضوعنا بل موضوعنا الجملة ذاتها .. فبالنظر لحال مصر الان نجد انه ينطبق ذلك القول .. جيشها عاميها وفي اوقات اخرى مستعماها

بعد قيام الثورة او تحديدا عند نزول الجيش للشارع استقبله الناس بالترحاب ظناً منهم ان هذا فعل من شأنه التوقع بسقوط مبارك وهللوا في الشوارع لكل عربة مدرعة او دبابة او اي كائن ببدلة كاكي مموهة.. لم يكن تهليل المرحب بمن يحميه بقدر ما كان ترحيبا بقطاع اخر ما سمعه عنه هو نصر اكتوبر فهو يستقبل الجيش المنتصر على اليهود والذي يضم بين صفوفه من كل بيت مصري ضابطا او مجندا 

نزل الجيش او بالاصح الحرس الجمهوري ويهيأ لي ان الاستقبال غير المتوقع من الشعب غير ما كان ينتويه من اطلاق نار خاصة وان الناس لم تكن تعلم والحمد لله انه حرس جمهوري واللا لاقى مصير اقرانه من الشرطة الذين تلقوا علقة لم يأخذها حرامي في مولد.

تولد لدى الناس الاحساس بالطمأنينة وان ظهورهم اصبحت مؤمّنة بقوات الجيش مما يجعلهم يباشرون ما نزلوا للشارع من أجله وهو اسقاط مبارك ونظامه غير عابئين بمن سيحاول النيل منهم فالجيش في الشارع وهو حبيب الشعب وحاميه..

يوم 2 فبراير تغير هذا المفهوم نسبياً فقد قام الجيش بغض الطرف عن هجوم سافر على معتصمي التحرير استمر لمدة 16 ساعة حيث عاد الجيش بالياته الي الخلف تاركا المساحة لبلطجية النظام كي يحاولوا اخلاء الميدان مما بين ان الجيش او بالاحرى قادته لا يريدون تلك الثورة ولا مبرر اطلاقا لما حدث يومها الا انه خيانة لشعب هلل له واستقبله فرحا..



وبعد ان نجح الثوار في الاطاحة بمبارك وازلامه خرج علينا الجيش معلنا التحية للشهداء رافعا شعار حماية الثورة وعدم التآمر عليها وانه رفض اطلاق النار على الثورا ايمانا بهم وبثورتهم .. ولكن يبدو ان هذا ليس ما يبطنوه اذا نظرنا لهذا الفيديو مثلا


اذن فالجيش لم يرفض اطلاق النار بل انه امر بدك الميدان على من فيه ولعل الطائرات التي كانت تحوم فوق الميدان مع شهادة ذلك الجندي خير دليل على ذلك

ولكن دعنا نسلم ان الجيش رفض اطلاق النار .. فهل من الطبيعي ان يكون هذا فعلا يمن به علينا كل حين واخر؟؟ .. اليس من الطبيعي ان يكون هذا هو الواجب؟؟

هل اذا رفض الموظف رشوة نعتبره بطلا؟ ام ان هذا هو الطبيعي
هل اذا ضبط الشرطي مجرما نعتبره بطلا؟ ام ان هذا هو الطبيعي 
هل اذا كتب شرطي المرور مخالفة يعد ذلك فضلا منه؟ ام ان ذلك هو الطبيعي

الاجرام وغير الطبيعي ان يفعل العكس .. اما ان يكون رفض قتل المتظاهرين مثارا للفخر والمنّ وكأنه كان من الطبيعي ان يقتلوهم ولكن تفضلا وتكرما لم يفعل

ثم قام الجيش بمطالبة الثوار بالانصراف حتى يتمكن من ادراة المرحلة الانتقالية ومحاسة الفساد قائلا الجملة الشهيرة: "هو ميدان التحرير هيروح فين؟ انه موجود لمن اراد ان ينزل فيه اذا لم يعجبه امرا منا"

واذا بالجيش يحنث فيما وعد به .. فلا هو يدير المرحلة بما ينبغي ان يكون ولا هو يحاسب الفساد بما يرضي الشعب وفي النهاية ايضا اكتشفنا ان الميدان غير موجود الا يوم الجمعة واياك ثم اياك ان نراك في الشارع والا....

وهنا ظهر ما خشيناه من غدر

غدر المجلس بالناس حين استفتاهم على بعض المواد لا يتعدوا العشرة ثم طرح 63 مادة دون استفتاء

غدر بهم حين وعد بحوار وطني ثم سبقه بقانون مباشرة الحياة السياسية دون استشارتهم

غدر بهم حين ترك بعض التجاوزات تحدث تحت عينيه كحادث امبابة وماسبيرو

غدر بهم حين اعتقلهم من الشوراع وحاسبهم عسكريا دون مراعاة المرحلة الثورية التي تمر بها البلاد

غدر بهم حين وجدوا سارقيهم وجلاديهم يحاكمون في محاكم مدنية محرومون هم منها حال تم محاكمتهم

غدر بهم حين حاسب الفاسدين على اقل جرائمهم شأنا من اهدار للمال وبعض الحوادث الهينة التي لا تشفي الغليل في حين ترك الجرائم الاعظم التي ان حوكموا بسببها فلن يفلتوا من الاعدام

غدر بهم حين ترك بعض الفاسدين في اماكنهم لفترات طويلة ومنهم الموجود الى الان في مكانه

غدر بهم حين اوحى بالعفو عن مبارك

غدر بهم حين ترك مبارك في مستشفى اقرب للفندق في منتجع سياحي يهنأ بحياة رغدة في حين كان مصير من وقف اعتراضا على الفساد يلقى به في السجون الضيقة

غدر بهم حين لم يأخذ بثأر الشهداء وترك قاتليهم في مناصبهم بل وقام بترقية بعضهم

غدر بهم حين تعامل معهم وكأنهم "شوية عيال عايزين يمشوا البلد"

غدر بهم حين ترك رموز الحزب الوطني المنحل وامن الدولة المنحل يعيثون في الارض الفساد

غدر بهم حين ظن ان الموافقة على التعديلات كانت من اجل عيونه هو في حين ان جل من وافق كان لاجل انسحابه من الحياة السياسية

ياله  من احساس بشع ان تشعر بالغدر ممن انتظرت منهم الوفاء والأمل والأمان ..

انتظر الناس منهم ان يحميهم من الشرطة والبلطجية فاذا به يطلقونهم عليهم ولا يأتي لحمياتهم الى بعد ان يفرغوا منهم ولا يأتي في الموعد الا حين كان الامر متعلقا بالسفارة الصهيونية

هنا سقط الحب والهيام اللذين كانا يكنهما الشعب لجيشه .. سقط لانهم يتساءلون ماذا فعلنا لنلاقي منكم ذلك؟؟

نحن لا نرفض ان يقود الجيش المرحلة الانتقالية ولكن كل المؤشرات تشير انه يديرها من وجهة نظره هو لا الشعب .. فلا هو اظهر العين الحمراء للفاسدين ولا هو حاكمهم على جرائمهم الكبيرة سياسيا ولا هو ترك غيره ينفذ ذلك .. فانا لا اطالب بتنحية الجيش بل اطالبه بالاستجابة للشارع الذي لن يقبل بعد كل تضحياته ان تفشل ثورته ولن يخاف البندقية التي وقف في وجهها ايام الثورة الاولى ولم ترهبه بل زادته اصرارا على اكمال ما بدأه

فالشعب قبل ان يسقط مبارك ونظامه اسقط ما هو اهم .. الخوف .. ذلك الحاجز الذي ظل يحاوطه طوال حياته وجعله يتحمل الذل والاهانة.

الجيش يعلم ان الشارع يغلي ويلقي له بين الحين والاخر قطعة لحم لتهدءته ولكن يبدو انه لم يعد يشتهي ذلك اللحم الملقى اليه بل هو اكثر اشتياقا لوجبة دسمة من الحرية والكرامة والعدالة

والى اللقاء في الميدان يوم 27 مايو



الثلاثاء، 17 مايو 2011

العفو ..مافيش عفو

من امبارح وانا قاعد مخنوق بسبب بالونة اختبار جديدة اترمت في وشنا مفادها ان مبارك بيطلب العفو من الشعب ويرجع الفلوس اللي خدها او بمعنى اصح سرقها مقابل العفو عنه هو اسرته ويا دار ما دخلك شر وربنا غفور رحيم ويا بخت من قدر وعفي وامور المسكنة دي اللي ما بتظهرش الا لما الحبل يزنق على الرقبة ..


مش هتكلم عن سبب طرح الموضوع من اساسه ولا السكوت عن ان الموضوع هيبقى حديث صوتي في وكالات الانباء والقنوات من شخص المفروض انه مسجون رهن التحقيق .. ولا هتكلم هو على اي اساس لسه في المستشفى ولا اي كلام اتهرى مناقشة


انا بس عايز اعرف هو بأمارة ايه فاكر ان بجد في حد عاقل بخلاف بعض الكائنات الزبايدرية ممكن يسامحه .. طب هو ساب ايه لنفسه كجميل في رقبتنا نفتكرهوله؟؟؟؟!!!!


هنسامحة على السرطان اللي هرى ابدان المصريين وان مافيش بيت في مصر فيه واحد او على الاقل يعرف واحد جاله المرض ده؟ - ربنا يعافي الجميع-


واللا هنسامحه على الحوادث اللي على الطريق كل يوم وكان الطريق بقى زي صاعق الناموس اللي عمال يصطاد؟




طب نسامحه على العبارة اللي غرقت وعليها اغلب الغلابة اللي في مصر اللي هجوا من القرف اللي شايفينه هنا وهو يومها راح تدريب المنتخب على اعتبار الاولويات للكورة؟ وتبرئة قضاءه لممدوح اسماعيل




واللا هنسامحه على انه يوم ما جاب سيرة العبارة جاب سيرتها وهو بيتريق على العبارات اللي بتغرق؟




نسامحة على الاكل والقمح الفاسدين اللي حتى البهايم ما تقدرش تستحمله ولا تطيقه؟




طب والادوية ولبن الاطفال المغشوش .. الاطفال اللي بقى ليهم مستشفيات مالية البلد علشان تعالجهم من الامراض اللي اتسبب فيها عهدة الميمون؟




هنسامحه على القطر اللي اتحرق في طريق الصعيد وحتى ما هانش عليه وقتها يشيل الوزير والوزير استقال من نفسه وقالوا في النهاية المشكلة في جاموسة؟




خلينا نسامحه على الصخرة اللي وقعت على غلابة مصر في الدويقة واللي هو واللي معاه كانوا عارفين انها هتقع بس عادي كلاب وراحوا




مسرح بني سويف اللي ولع بالناس اللي فيه وفضل فاروح حسني بتاع الست في مطرحه علشان شعب ما يسواش .. نسامحه برضو؟




نسامحه علشان عمل لنا جهاز امن دولة كان همه الاهم تعذيب وترويع الناس والظلم ليل نهار؟؟




طب والاف القضايا اللي اتلفقت للناس علشان بس بيقولوا رايهم واحيانا بيبقوا من غير راي بس حظهم العاثر جابهم في وش حد من الشلة الميمونة


وبعدين نسامحه على العمارات اللي كانت بتقع كل شوية علشان فساد الاحياء والمجالس المحلية؟؟


طبعا كل اللي فات ده نقطة في بحر كوارث كتير كانت قبل الثورة ..
طب وهنسامحه على كل التجاوزات اللي في الثورة من دهس وقتل وترويع وحرايق


ده على المستوى العام .. طب على المستوى الشخصي انا اتعرضت لظلم كتير .. وحقي ما اقبلش اسامحه
- تم اعتقالي وتعذيبي لمدة 5 ايام في 2001
- تم اعتقالي وتعذيبي لمدة 45 يوم في مدينة نصر في 2002
- تم عتقالي لمدة 9 أشهر خلال 2002 - 2003
- تم ترسيبي في مادتين في العام الاخير بالجامعة لحرماني من تقديري.
- تم اعتقالي لمدة يومين في 2010 اثناء وجود بنتي في الحضّانة وزوجتى في تعب الولادة.
- خسرت 5 من ضروسي نتيجة الضرب والتعذيب
- ظللت لسنوات اقوم من نومي مفزوعاً نتيجة ما حدث لي في مدينة نصر.
- حاربني امن الدولة في عملي فلم يتم الموافقة على كثير من الوظائف التي تقدمت لها بشركات كبيرة.
- كان يتم عرقلة الاجراءات وانا في طريقي للسفر
- اهلي كانوا بيهزقوني بناءا على غسيل المخ اللي كان بيعمله المتميز سيد علي على اساس اننا شوية عيال زبالة عايزين نحرق البلد.
- مراتي وبنتي كانوا بتفزعوا ليالي كتير من صوت الرصاص والنداءات اللي في الشارع ايام الانفلات الامني.


ده جزء من كل انا حسيت بيه لكن دول اكتر اشياء اثرت فييا بشكل كبير وسايبة اثار نفسية بشعة عندي


طب يبقى اسامحه ليه .. ولو سامحته على المستوى الشخصي ازاي اسامحه على الناس اللي ماتت ..


هو واللي زيه فاكرين الموضوع موضوع فلوس فهو هيرجعلنا فلوسنا مقابل العفو .. وهو حد فهم فخامته اننا عملنا الثورة علشان الاكل والشرب؟؟ .. لا


احنا عملنا الثورة علشان كرامتنا اتمرمطت في عهدة الميمون ولن نقبل باقل من ان كرامته تتبعطر هو واللي كانوا معاه اللي كانوا بيتلذذوا بمرمطتنا


بجد حسبي الله ونعم الوكيل في اي حد يفكر يسامح الناس دي